Translate

الغياب..الأليم


24 مارس/ ياليل الشقا





عاد 24 مارس وكنت قد ودعته السنة الماضية، بنفسٍ شينة... داعيا الله ألا يعيده
(أعواما عديدة أبدا)..1

مذكرتي.../ كبريائي المخفي تحت كومة أوراقي../..و أنا

أبشّركــم..

كل عام وأنتم بخير!!

في تاريخ 10 سبتمبر من كل سنة...يصفعني واقع فقدانهم..ولا أحس بألم مماثل لألم
اليوم...ووالله العظيم انه أهون...رغم اختفاء شخوصه من على وجه الحياة..!

لفترة مرّت، كنت لا أصدق اختفاؤهم...أبحث عنهم في كل الزوايا..والوجوه..متأملا
أن أرى شخصا يشبههم إلى حدّ ما ...فأبتسم من كل قلبي لعدم إمكانية تحقيق
ذلك..وليس لتشاؤمي أي صلة بالموضوع بتاتا...لكن، كل مافي الأمر أن وجود شخص
يماثلهم في(كل) شيء..صعب جدا...ومن ضروب المستحيل!!

أولئك عرفوني على حقيقتي، ورغم هذا.. ذابوا فيني حبا..

***

يزورني يوم 24 مارس اليوم ليعلن الحداد بصورة رسمية...ويغلق ستائر قلبي على
مسرح أحداث المذبحة الأخيرة.... معلنا واقع أنني الليلة، سأحتفل (بألمي) وحدي!!


أاترنم بقصائد تليلة...ليشطرني الألم الى نصفين.. نصف يتصفّح ألبوم صوري مع
هؤلاء الأشخاص..ونصف يكسره الشوق فيُهيـجن بأبيات جدتي:

(هنا تركتني ضحكاته.. وهنا غصيت بسكاته..وهنا كانت مواجعنا.. ألم يذبح بي
نبضاته)..

أهبّ واقفا لألعن (الحب وسنينه) وأستغفر منه كذنب عظيم ارتكبته في غفلة مني!


ماعلينا.... الليلة.... ستكون السنة السابعة على اعتصار قلبي.. لثلاث مرات
متتالية. فقدت في كل نبضة منها.. جزء مني يموت معهن..ورغم رغبتي في العودة الى
الحياة..الا ان يقيني..يبوح لي بأن هذا الجزء..لن يعود الى الحياة مرة أخرى،
مثلهن!

و إن عاد، فلن يكون مثل سابق عهده.. أبدا!!

الليلة، سأكمل الأسبوع الثاني... على (عودتي لهذا الألم) من جديد.. لألم
الفقدان...و ألم الفراق..وألم الغياب..و ألم..أقاسيه (وحدي) أعظم من أن أقيسه
بالكلمات!!

أشعل الشموع الليلة وأعيد حساباتي.. سأدقق في قصائدي التي لم تُكتب إلا لها،
ولم أنشرها حتى الآن... (كمحقق بوليسي). لعلّي استطيع محو بقاياها وما يتعلق
بها. من شذرات حروفي!!

(أسأت التصرف...)رغم حسن نيّـتي



كانت تلك هي الضربة القاصمة
بالنسبة لي! الظن بأنها المنعطف الذي سيكون نهاية آلامي كلها...ومصدر راحتي كان
صحيحا...ولكن... (تأخر إحساسي به!!)

(أسأت التصرف...بحسن نية)...وأكره تصرفي حين يسوء بتلك الطريقة.... اعتقدت
بأنني احمي (علاقتي معها) عن تطفل الجميع.. ونسيت إشراكها في قراراتي... أخطئت..
و تأخرت ليس إلا.... ففقدت قلبا وسط هذه الغوغاء!!

هالمرة بالذات.... سوف ألوم نفسي... وسأقرّعها وأوبخها توبيخا شديدا.... ليه بس
التأخير؟ ليه بس استيعابي كان متأخر لهالدرجة الين...انتهى كل شي قبل لايبتدي؟!


على قولة البيت الذي اعتز فيه: ( وش أسوي ؟! لاصار حظي" شوك" في راح الكفوف..
لا لمست اللي أحبه..غصب عني أوجعه؟)

أعترف..بأن وجع هذه المرة... كان (يؤلمني أكثر من أي مرة)!!

وجع هذه المرة...... وجع... بجد!!



(باتمنى له الخير... من قلبي....

علشان يستاهل...

ده انا باتمنى تلف الدنيا تاني..

ونتقابل....

وهافتكر له حاجات كتير..

.كانت مابيننا..

هافتكر...

لحظة لقانا....

وانسى لحظة ما افترقنا....

لما كنا نرسم الفرحة بعيوننا

هافتكر....

واتمنى له الخير!!)