Translate

Stephen jobs resign his position in Apple co.

بعد ثمانية أشهر قضاها في عطلة مرضية وبعد سبع سنوات من صراعه مع مرض السرطان، يقرر مؤسس ومدير عام شركة “ابل” الأسطوري ستيف جوبز التخلي عن منصبه.



ستيف جوبز يستقيل من أبل !
قال ستيف جوبز في خطاب استقالته الذي وجهه إلى المستثمرين في شركة “ابل”: “كنت اكرر على الدوام انه في حال شعرت بعدم القدرة على القيام بما يتوقعه الآخرون مني كمدير عام لشركة ابل، فسأسرع بالكشف عن هذا، ولأسفي العميق لقد جاءت هذه اللحظة”.

هكذا استهل ستيف جوبز خطاب استقالته أمس إلى أعضاء مجلس إدارة شركة “ابل”، وهو الذي شخص الأطباء لديه منذ عام 2004 نوعا نادرا من الأمراض الفتاكة، انه سرطان البنكرياس، الذي دفعه الى الخروج في إجازة مرضية منذ يناير من العام الجاري.

سيحل محل ستيف جوبز، تيم كوك الذي كان يدير الشركة عمليا منذ شهر يناير من عام 2009، حين خرج ستيف جوبز في أول إجازة مرضية له. ويبلغ كوك من العمر 50 عاما وقد انضم إلى شركة “ابل” منذ عام 1998. ومنذ عام 2007 يشغل منصب نائب المدير العام للشركة لشؤون العمل. وشغل كوك أيضاً منصب المدير العام لشركة “ابل” في عام 2004 وكذلك في عام 2009 حين اضطر جوبز للتغيب بسبب المرض، ويعتبر كوك المدير العام للشركة فعليا منذ يناير العام الجاري.

وعقب إعلان ستيف جوبز التخلي عن منصبه، شهدت أسهم شركة “ابل” هبوطا حادا في البورصات بلغ لغاية إعداد هذه السطور 5.07% للسهم.

وكان ستيف جوبز البالغ من العمر 56 عاما أقام شركة “ابل” للحواسيب عام 1976 برفقة صديقيه ستيف وزنياك ورونالد واين وإنتجوا جهاز كمبيوتر “ابل 1″، ثم بعد ذلك “ابل 2″، ثم كمبيوتر “مكنتوش”.

وقد أقيل جوبز من الشركة في عام 1985 عقب النتائج غير المرضية وحل محله جون سكالي الذي كان انضم لشركة “ابل” قبل ذلك بعامين قادما من شركة “بيبسي”. وعمل جوبز خلال الأعوام الأحد عشرة التالية على تأسيس وتنمية شركة لأجهزة الحواسيب أطلق عليها تسمية Next كما شارك في تأسيس استوديوهات الأفلام المتحركة “فيكسر”. وفي عام 1996 استحوذت شركة “ابل” على شركة Next وعندها أقالت “أبل” غيل اميليو الذي كان يشغل منصب المدير العام للشركة وعينت بدلا عنه ستيف جوبز مجددا ليعود مديرا عاما لشركة “ابل”.

الحقبة الذهبية

تعتبر الفترة الثانية التي شغل خلالها جوبز منصب مدير عام شركة “ابل” فترة ذهبية بالنسبة للشركة، واستغرقت 14 عاما. فقد أدار جوبز المعروف عنه عدم التهاون وحرصه الشديد لدرجة انه اضطر إلى القيام بتعديلات مؤلمة على هيكل إدارة الشركة وأوقف معظم خطوط الإنتاج وسرح عشرات المستخدمين (كان المستخدمون يخشون مرافقة جوبز في المصعد الكهربائي لئلا يخسرون مكان عملهم قبل بلوغهم الطابق العلوي).

لقد اتبع جوبز نهجا متشددا بخصوص سياسة إنتاج شركة “ابل”، وهو النهج السائد لغاية الآن: قليل من الأجهزة ولكن مميزة بوضوح. وبالتعاون مع المصمم المختص بالمنتجات الصناعية جوناثان اييف، ابتكر ستيف جوبز جهاز كمبيوتر جديد، ليس عبارة عن صندوق آخر كباقي الأجهزة، وإنما جهاز رائع التصميم.

وكان جوبز قد توقع لشركة “ابل” مستقبلا غير مرتبط فقط بأجهزة الكمبيوتر: فقد دشنت شركة “ابل” في عام 2001 مشغل الموسيقى المعروف بتسمية “ايبود” الذي سيطر خلال فترة قصيرة على سوق الأجهزة التي تشغل الموسيقى (التي كانت تعرف بمشغلات ملفات MP3). وكان جهاز “الايبود” بمثابة مقدمة لخطوات هامة لاحقة تخطوها شركة “ابل”: متجر الموسيقى المختارة iTunes التي تم افتتاحه في عام 2003 وهو اليوم اكبر متجر للموسيقى في العالم.

وفي يناير من عام 2007 استبدل جوبز اسم شركته من “ابل لأجهزة الكمبيوتر” لتصبح “ابل” فقط، وقال شارحا هذا التغيير في إحدى محاضراته السنوية المعروفة، إن الشركة لم تعد تقتصر على إنتاج أجهزة الكمبيوتر فقط. وفي ذات المحاضرة كشف جوبز عن جهاز الهاتف الذكي الذي يدمج قدرات جهاز كمبيوتر مع اتصال انترنت وكذلك مشغل لملفات الموسيقى إلى جانب كونه هاتفا، انه جهاز “الايفون”.

وجهاز الايفون يعتبر احد الأجهزة المميزة في العالم – انه الهاتف الذكي الأكثر إقبالا في أرجاء العالم على الإطلاق. وهنا كان الفحوى هو أساس الحملة التسويقية للجهاز وليس التقنية بحد ذاتها: لقد اندمج الايفون مع متجر الموسيقى iTunes وكذلك مع متجر التطبيقات “ابستور” وهذا ما جعل الايفون يتحول إلى أكثر الأجهزة المحوسبة شعبية وانتشارا في العالم والذي يمكن شراء التطبيقات له فقط من متجر الشركة.

وفي عام 2010 توجهت شركة “ابل” إلى إنتاج نوع جديد من الأجهزة الالكترونية الشخصية: إنه الكمبيوتر الخفيف الذي يعتمد على شاشة تعمل باللمس وبدون لوحة مفاتيح. وحسب قول جوبز، فإن الايفون والايبود كانا مقدمة لجهاز الايباد.

مريض ويغادر

في عام 2004 كشف ستيف جوبز عن انه مصاب بمرض نادر وخطير وهو سرطان البنكرياس. واضطر عندها إلى الخروج في إجازة مرضية، وفي تلك الأثناء خضع لعملية جراحية تم خلالها استئصال الورم الخبيث من جسمه.

وفي هذا الصدد، نشرت مجلة “بورجن” هذا العام حقيقة كانت طي الكتمان طوال الوقت، أن ستيف جوبز سافر في عام 2009 إلى سويسرا لكي يخضع لعملية جراحية بطريقة جديدة لعلاج سرطان البنكرياس وهي طريقة غير متوفرة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي نفس العام، تعرضت شركة “ابل” لحرج أمام المستثمرين بسبب الكشف عن المرض الخطير الذي يعاني منه ستيف جوبز، لأنهم كانوا يثقون باستثماراتهم في هذه الشركة بفضل جوبز نفسه. وزاد من حرج الشركة أنها تأثرت هي أيضاً بموجه هبوط أسعار الأسهم في البورصات العالمية في تلك الفترة. وكانت الأنباء تقول إن الأمور ستتدهور طالما بقيت صحة ستيف جوبز على هذا النحو، وهذا ما حصل فعلا بعد الكشف عن مرض جوبز في يوليو من نفس العام مباشرة.

يعتبر سرطان البنكرياس من أخطر أنواع السرطان، وتقول الدراسات العلمية إن 5% فقط من المصابين يتمكنون من العيش لفترة تتعدى الخمس سنوات منذ لحظة تشخيصه أول مرة، ولا تزال آمال التعافي من هذا المرض ضئيلة للغاية. لقد تم تشخيص هذا المرض لدى ستيف جوبز في عام 2004 وهناك من يعتقد انه يعاني منه لغاية الآن.

وكان جوبز قد أعلن في يناير من هذا العام انه سيخرج في إجازة مرضية دون تحديد مدتها. واستلم زمام إدارة الشركة في هذه الأثناء تيم كوك الذي اعتاد على القيام بهذه المهام من قبل. وفي هذه الأثناء مارس المستثمرون الضغط الشديد لمعرفة ما يدور في شركة “ابل” ومن يدير دفة الأمور فيها، وما مدى صحة الشائعات المتداولة حول صحة ستيف جوبز، وسط كل هذه الدوامة قرر ستيف جوبز الاستقالة من منصبه.

وأوصى جوبز في خطابه إلى المستثمرين والى مجلس إدارة الشركة بأن يخلفه في هذا المنصب تيم كوك، وقال: “لقد قابلت أفضل أصدقائي هنا في هذه الشركة، وأنا شاكر لهم على السنوات العديدة التي قضيناها معا والتي عملنا خلالها جنبا إلى جنب”.

شاهدوا ستيف جوبز أثناء إعلانه عن بداية عهد الأيفون في ٢٠٠٧


ابل ما بعد ستيف جوبز

ليس هناك شركة تكنولوجية أخرى مرتبطة بهذا الشكل بشخص من يديرها مثلما هو الحال في شركة “ابل”. فقد عرف عن جوبز أسلوبه الخاص في إدارة الأمور: غيور على التفاصيل الدقيقة، دائم التركيز، مختص إلى ابعد الحدود وفي بعض الأحيان يكون قاسيا وشديدا. واشتهر جوبز بخطاباته السنوية التي تلهب الملايين وكان يظهر دائما بنفس الملابس: قميص اسود ذو قبة تغطي العنق، وبنطلون “جينز” وحذاء رياضي.

وبفضل جاذبية ستيف جوبز تحول إلى جانب كونه المدير العام لشركة “ابل”، إلى المتحدث الرسمي للشركة، وكان يرى فيه الجميع على انه اكبر كنز تمتلكه الشركة برمتها.

يغادر ستيف جوبز شركة “ابل” وهي في أوج قوتها. فشركة “ابل” هي أكثر الشركات ربحا في العالم حاليا. وقد كشف تقرير الشهر الحالي أن لدى الشركة سيولة مالية أكثر مما في صناديق الحكومة الأمريكية نفسها.

تمتاز شركة “ابل” بأنها تتقن استمالة قلوب المستخدمين لمنتجاتها بسرعة وبقوة وهذه موهبة نادرة وذلك في كل جوانب التسويق.

هل يكمن نجاح شركة “ابل” في شخص ستيف جوبز فقط؟ وهل ستفقد ابل سحرها بعد غياب مديرها العام الأسطوري ستيف جوبز؟ هذه تساؤلات سننتظر الرد عليها في الأيام المقبلة. حاليا هبطت أسهم شركة “ابل” في البورصات العالمية: