Translate

تعلموا فإن الثقافة مجانية.. من هو النبي الذي أوصى الرسول محمد بدفنه وبشر من يدفنه بالجنة؟!


كان النبى دانيال عليه السلام من سبط يهوذا ومن نسل داود الملك .

وسباه نبوخذ نصر ملك بابل مع الشعب الإسرائيلى عندما إستولى على أورشليم سنة 3398 ق.م .

ولبث فى بابل مدة سبع سنين . وكان هذا الصبى صغير السن . ومع هذا سلك سيرة فاضلة كاملة وحل عليه وحي الله وتنبأ فى بابل .

وفى السنة الرابعة من السبى أبصر نبوخذ نصر رؤيا مخيفة ، فأرجفته . ولما إستيقظ من نومه كان قد نسيها . فجمع كل حكماء بابل وطلب منهم معرفة ما رآه وتأويله . وإذ أجابوا بعدم إستطاعتهم ذلك، أمر بقتلهم جميعاً ومن بينهم دانيال وبني اسرائيل ايضا . إلا أن هؤلاء التجأوا إلى الله بالتوسلات أن يكشف لهم حقيقة الرؤيا فإستجاب تعالى تضرعاتهم ، وأظهر حقيقتها لدانيال النبي عليه السلام. فذهب إلى الملك وقص عليه الرؤيا ، وفسرها له ثم أعلمه عن الملوك الذين يملكون بعده ، وما يحدث لكل واحد منهم . فإستحسن نبوخذ نصر قول دانيال و سجد له . ومنحه عطايا جزيلة . وجعله رئيساً على جميع حكماء بابل.

ثم بعد زمن رأى الملك حلماً آخر ، ففسره له دانيال أيضاً ، وعّرفه أن الله لأجل تكبره سيطرده من بين البشر ، ويسكنه مع الوحوش فى البرارى سبع سنين يأكل فيها العشب مثل البهائم. ثم يعيده إلى ملكه . فتم هذا الأمر لنبوخذ نصر. 

وقد فسر أيضاً دانيال لبيلشاصر بن نبوخذ نصر ما كتبه له الملاك على الحائط عندما شرب خمراً فى آنية بيت الله و قال له دانيال : " وأنت أيها الملك لم تضع قلبك مع أنك عرفت كل ما جرى لأبيك لتعظمه وكبريائه . بل تعظمت على رب السماء ، فشربت خمراً فى آنية بيت الله . فها هو الله قد أرسل من قبله طرف اليد الكاتبة فكتبت هذه الكتابة التى هى : من منا تقيل وفرسين . وتفسيرها : منا أى أحصى الله ملكوتك وأنهاه . وتقيل أى وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً . وفرس أى قسمت مملكتك وأعطيت لفارس ومادى" وقد تم كل ذلك بقتله مع عظمائه . وبموته إنتهى دور تملك الكلدانيين ، وملك داريوس الفارسى.



وكان فى بابل صنم إسمه بيل يتعبد له داريوس الملك . ولما ُسئِلَ دانيل لماذا لا يسجد له . أجاب : "أنه لا يعبد شيئاً لا حياة فيه " فقال الملك : "كيف ذلك وهو حى لأنه لا يأكل كل يوم إثنى عشر مكيالاً من السميذ و أربعين كبشاً و يشرب ستة أقداح من الخمر" . فأعلمه دانيال عدم صحة ذلك.



فغضب الملك وحتم أن يفحص هذا الأمر بنفسه . ووضع المأكولات والمشروبات وقفل الباب وختم عليه بخاتمه . وفى اليوم التالى قصد المعبد وفتح الباب فلم يجد شيئاً من المأكولات والمشروبات . إلا أن دانيال ، الذى كان قد فرش بواسطة غلمانه أرض المعبد بالرماد الناعم ، أظهر حالاً أثر أقدام الذين دخلوا ليلاً وأخذوا تلك الأغذية .

حينئذ قبض الملك على كهنة بيل السبعين مع نسائهم وبنيهم وعذبهم حتى كشفوا له الباب السرى الذى كانوا يدخلوا منه . فقتلهم جميعاً ودفع لهم هذا الصنم إلى دانيال فسحقه وهدم مذبحه . فثار الشعب ضد الملك طالبين منه أن يسلمهم دانيال وإلا قتلوه فإضطر لتسليمه إليهم فأخذوه وطرحوه فى جب الأسود . فحرسه الله سالماً و أهلك أعداءه.



ورأى دانيال النبى فى رؤياه الممالك والملوك الآتين بعده حتى آخر الزمان . وشاهد مجد الله وعظمته وأبصر شرف المسيح وألوهيته . وتنبأ عن مجيئه وموته ، وعن خراب بيت المقدس وإبطال القرابين والذبائح . وتم ذلك جميعه.



وقد أقام هذا النبى العظيم فى بابل مدة السبعين سنة .